لا يخفى على أحد أن الحالة التي نعيشها في الاعلام المصري محزنة ومسيئة وتدور بعجلتها في اتجاه معاكس للدولة ولاحتياجاتها شعبا وحكومة، حتى وصل الحال الى انتاج برامج لأشخاص ممن يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا حتى لو كانت شهرتهم مبنية على محتوى متدني او غير اخلاقي، وهو امر يزيد من سوء المحتوى.
وللأسف دخلت دراسة الاعلام في مولد السوشيال ميديا بما يسمى امتحانات القدرات التي تسمح بتسلل اصحاب المعلومات الضحلة الى منظومة قوامها الاساسي البحث عن المعلومة والوصول لها ثم تحليلها ثم تقديمها وتوصيلها لمن يهمه الأمر، وهذا يتطلب عقولا سليمة في تحصيل المعلومة وتقديمها، حتى لا يتم العبث بماضي وحاضر ومستقبل شعب مصر ووعيه، في الوقت الذي نحتاج فيه الى زيادة هذا الوعي ليلعب دوره في تقدم بلده.
اتذكر اثناء دراستي في السنوات الاولى بكلية الاعلام جامعة القاهرة والتي تتلمذت فيها على يد كبار اساتذة الاعلام في الوطن العربي، اننا حصلنا على نصائح وتحذيرات مهمة من استاذتنا الكبار نضعها نصب اعيننا ونحن نمارس عملنا في اي من فروع الاعلام ومنها انه اذا كان خطأ الطبيب يتسبب في وفاة مريض فان خطأ الاعلامي يتسبب في وفاة الالاف اذا ما نقل وقدم معلومة خاطئة، لأنه يسمم بها عقولهم فيكونون وجهات نظر ويتبنون مواقف خاطئة وخطيرة مع الوقت.
لذلك يجب ان تتوقف تلك الاختبارات على الفور كخطوة اولى وليست اخيرة لإعادة تكوين جيش من المحاربين في مجال الاعلام يمكن الاعتماد عليهم في الوقت الذي نعيش فيه في حالة سيولة من المعلومات تحتاج لعقول نزيهة تتصدى للمعلومات المزيفة التي تتداول طوال الوقت لتحمي عقولنا وعقول ابنائنا بل ومجتمعنا ماضيه وحاضره ومستقبله.
